من أهم وأجمل أبواب القدس العتيقة من الجهة الشمالية .. مدخل مشترك لأبناء القدس من النصارى والمسلمين.. ومدخل أساسي لكل وافد للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة..
باب العمود يتكون من قوس ضخمة ترتكز على دعامتين من الحجارة المنحوتة.. وبرجين ضخمين على يمين الباب ويساره..
والباب من الخشب المصفح بالنحاس ذو مصراعين يؤدي إلى دركاة مغطاة بقبوة مروحية الشكل، ثم يلي ذلك دهليز منكسر يصل إلى داخل السور وهو مغطى بقبوة متقاطعة، باب العمود شاهق الارتفاع تعلوه قوس نصف مستديرة وفتحات أو ثقوب ذات طابع أمني مدببة فوقها أبراج مزركشة مدببة الشكل، عرض مدخل الباب قرابة أربعة أمتار ونصف، منقوش على الباب: " لا إله إلا الله محمد رسول الله، وبعد ان تدخل تجد أمامك أربع مفترقات..على يمينك أولها الى حارة الجبشة والثاني الى سوق باب خان الزيت فكنيسة القيامة، والثالث الى يسارك وهو طريق الواد فالمسجد الأقصى، والرابع هو باتجاه عقبة الشيخ ريحان."
باب العمود قديما قبل الحفريات.!
أما عن سبب تسميته بباب العامود نسبة الى عمود وُضِع زمن الإمبراطور الروماني هدريانوس وفوقه تمثال له، حيث كان العمود واقعا قبالة الباب من الداخل في الساحة عند مفترق الطرق بين كنيسة القيامة وباب خان الزيت، وكان مصنوعا من الجرانيت الأسود بطول 14 متراً. هذا العمود بقي إلى فترة متأخرة من عهد الدولة الإسلامية دون التمثال.
أعاد السلطان سليمان القانوني ترميم بناء باب العمود في فترة اعماره للسور 944 هجري، 1537/ 1538 ميلادي.
وبمجيء الصهاينة للقدس واحتلالهم لها عام 1967.. قامت السلطات الصهيونية بعدة حفريات مختلفة على مراحل متعدد عند باب العامود فعثروا على باب العمود القديم تحت الباب الحالي، وربما المفاجأة كانت أنه اصغر بكثير واقل فخامة من الباب العثماني الضخم الحالي.
وتم اكتشاف برج الحراسة الروماني، ومعصرة زيتون حجرية مع الحجر الضخم المستخدم في هرس الزيتون، وتوالت الاكتشافات؛ ومن بينها أنقاض كنيسة القديس ابراهام، وبرج صليبي من القرن الثاني عشر، وصهريج ماء من العصر العربي في القرن الثامن، وغيرها من مكتشفات، تتعلق بمجد القدس في عصور مختلفة، ليس من بينها ما يتعلق بما كان يبحث عنه الآثاريون الصهاينة ويطلقون عليه التاريخ اليهودي للقدس.
باب العمود القديم الروماني
اليوم خارج باب العامود وعند مدرجاته تمارس الفلاحات الفلسطينيات، بزيهن التقليدي، أمام الباب تقليدا يعود لزمن بعيد، حيث يجلسن لبيع منتوجاتهن من الخضار والفواكه التي تزرع بالطرق التقليدية، بدون أسمدة كيماوية، ويتعرضن الآن لهجمات شرطة بلدية القدس الصهيونية فتحدث مطاردات يومية أمام هذا الباب بين الفلاحات المتمسكات بإرث جداتهن وشرطة الاحتلال.
وعند الباب أيضا وضعت الحواجز الصهيونية الحديدة عند موعد المرابطين في كل صلاة جمعة..وهناك يمنعوا من دخول المدينة المقدسة وتصادر هوياتهم..ثمنا لرابطهم ودفاعهم عن المسجد الأقصى..هناك عند باب العامود ينتشر الصهاينة يوقفون الشباب المقدسي ويضايقون كل وافد إلى باب العامود..
باب العامود..إرث مقدسي..يُعاني كما نعاني نحن أبناء القدس من ويلات ورياح صهيونية تعصف بنا يمنة ويسرة.. نحاول جاهدين لو لم نحمِ بيوتنا وانفسنا.. ان نحمي أبواب القدس العتيقة وفي كل حين لأنها بيتنا الأول وترابها هو مرجعنا أخيرا..لهذا سيبقى باب العمود إرثا لن نتهاون فيه ان شعرنا ان هناك خطرا يحيك به من قريب أو من بعيد كذلك أبواب القدس العتيقة كلها.. باب العمود إرث مقدسي من ذهب!